الموالاة قد رواه الترمذي وأحمد في مسنده عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه»، وأمّا الزيادة وهي قوله : «اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه» إلى آخره فلا ريب أنّه كذب، ونقل الأثرم في سننه عن الإمام أحمد أنّ العباس سأله عن الحسين الأشقر، وأنّه حدّث بحديثين فذكر أحدهما... قال : والآخر : «اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه» فأنكره أبو عبد الله جدّاً ولم يشكّ في أنّ هذين الحديثين كذب (١) . انتهى.
وقد رواه الإمام أحمد في مسنده (٢) مع شرطه فيه وهو عدم ذكر الموضوع والمنكر، بل والشديد الضعف على رأيه، وقد قدّمنا تحقيقه في المقدّمة فتذكّر وتنبّه. وقد اعترف به صاحب القرّة، فقال في الحجّة في الطبقة الثانيّة من طبقات كتب السنّة : وكاد مسند أحمد يكون من جملة هذه الطبقة، فإنّ الإمام أحمد جعله أصلا يعرف به الصحيح والسقيم، قال : ما ليس فيه فلا تقبلوه (٣) ...
وابنه عبد الله (٤) ، وغيرهما بطرق اُخر كثيرة صحيحة ليس فيهاالأ شقر (٥) ...
قلت : هو وإن قال البخاري : فيه نظر (٦) . وقال : عنده مناكير (٧) . وقال
____________________
(١) منهاج السنّة ٧ : ٣١٩.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ٤ : ٢٨١ و ٣٦٨ و ٣٧٠ و ٣٧١ و ٣٧٢ - ٣٧٣.
(٣) حجّة الله البالغة ١ : ٢٣٢.
(٤) مسند أحمد ١ : ١١٨ - ١١٩ و : ١٥٢.
(٥) انظر فضائل الصحابة للنسائي : ١٥، المستدرك للحاكم ٣ : ١١٦ و : ٣٧١، ومسند أبي يعلى ٥ : ٤٥ / ٨١٤٨، المعجم الكبير للطبراني ٢ : ٣٥٧، وانظر أيضاً منهاج السنّة ١ : ٥٠١، الهامش رقم ٢.
(٦) التاريخ الكبير ٢ : ٣٧٤ / ٢٨٦٢، التاريخ الصغير ٢ : ٢٩١.