للحوادث، وأنّه مركّب تفتقر ذاته افتقار الكلّ إلى الجزء، وأنّ القرآن محدث في ذاته تعالى، وأنّ العالم قديم بالنوع، وأنّه قال بالجهة والجسميّة والانتقال، وأنّه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر، وأنّ النار الكبرى تفنى، وأنّ الأنبياء غير معصومين، والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لا جاه له ولا يشدّ الرحال إلى زيارته، ومن سافر للزيارة عصى، وحرم عليه السفر، ووجب عليه التمام في الصلاة، وحرم عليه القصر بها، وأنّ التوراة والإنجيل لم تبدّل ألفاظهما بل معانيهما، وخرق الإجماع في جملة من مسائل الفروع يأتي ذكرها، شهد عليه بكلّ ذلك أعلم علماء مكّة المعظّمة في زمانه أحمد بن حجر المكّي في الفتاوى الحديثيّة المطبوعة بالمطبعة الميمنية بمصر المحميّة لمّا سئل عن ابن تيميّة..
وصورة السؤال : لابن تيميّة اعتراض على متأخّري الصوفيّة، وله خوارق في الفقه والاُصول فما محصّل ذلك؟
فأجاب بما هذا صورته : أنّ ابن تيميّة عبد خذله الله وأضلّه وأعماه وأصمّه وأذلّه، وبذلك صرّح الأئمّة الذين بيّنوا فساد أحواله وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي، وولده التاج، والشيخ الإمام العزّبن جماعة، وأهل عصرهم، وغيرهم من الشافعيّة والمالكيّة والحنفيّة، ولم يقصر اعتراضه على متأخرّي الصوفيّة، بل اعترض على مثل عمر بن الخطّاب وعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهما ـ كما سيأتي...
والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن، بل يرمى في كلّ وعر وحزن، ويعتقدفيه أنّه مبدع ضالّ ومضلّ جاهل غال، عامله الله بعدله، وأجارنا من