قيل : لأنّه ليس شيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير (١) والحكمة ما جمع في سورة الحمد ، وذلك قوله عزوجل : ( الْحَمْدُ لِلّهِ ) (٢) : إنّماهو أداء لما أوجب الله على خلقه من الشكر ، وشكراً لما وفّق عبده للخير.
( رَبِّ الْعالَمِينَ ) : تمجيد (٣) له وتحميد ، وإقراراً بأنّه هو الخالق المالك لا غير.
( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) : استعطاف (٤) وذكر لربّه (٥) ونعمائه على جميع خلقه .
( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) : إقرار (٦) له بالبعث والحساب والمجازاة ، وإيجاب له ملك الآخرة كما (٧) أوجب له ملك الدنيا.
( إِيِّاكَ نَعْبُدُ ) : رغبةً وتقرّباً إلى الله ، وإخلاصاً بالعمل له دون غيره.
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي الحكم والمنافع الدنيويّة والأُخرويّة . (م ق ر رحمهالله ) .
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي لمّا علم الله سبحانه عجز عبيده عن الإتيان بحمده ، حمدنفسه بدلاً عن خلقه ، أو أنّه تعالى علّمهم ليشكروه وإلاّ لم يكونوا يعرفون طريق حمده وشكره ، و«شكراً لما وفّق» ، تخصيص بعد التعميم. (م ت ق رحمهالله ).
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : التمجيد ذكرما يدلّ على العظمة ، والتحميد ما يدلّ على الجميل ، ودلالته عليهما ظاهر ، وأمّا الإقرار بأنّه الخالق المالك لا غيره ؛ فلأنّ المرادمن العالَم ما يعلم به الصانع ، وهو كلّ ما سوى الله ، وجمع ليدلّ على جميع أنواعه ، فإذا كان الله تعالى خالق الجميع ومدبّرهم ومربّيهم فيكون هو الواجب تعالى ، وغيره آثاره. (م ت ق رحمهالله ).
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : لأنّ ذكره تعالى بالرحمانيّة والرحيميّة نوع طلب الرحمة بل أكمله . (م ق ر رحمهالله ).
(٥) ورد في حاشية «ج» : لآلاء رحمته.
(٦) في «ن ، ج ، ل» : إقراراً.
(٧) في النسخ : ممّا ، وفي هامش «ج ، س ، ش ، ع» عن نسخة كما في المتن.