خَلَقَ ) (١) احتجّ على علمه تعالى بما في القلوب من الدواعي والعقائد والخواطر بكونه خالقا لها على طريق ثبوت اللازم ، أعني العلم بثبوت ملزومه ، أعني الخلق ، وفي أسلوب الكلام إشارة إلى أنّ كلاّ من اللزوم وثبوت الملزوم واضح لا ينبغي أن يشكّ فيه ؛ ولهذا استدلّ بالآية على عدم كون العبد خالقا لأفعاله على طريق نفي الملزوم ـ أعني خلقه ـ بنفي اللازم ، أعني علمه بتفاصيلها.
وبلفظ الجعل قوله تعالى : ( وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا ) (٢) ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ ) (٣) ( وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) (٤)
وبلفظ الفعل قوله تعالى : ( فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ ) (٥) ( يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) (٦) والله تعالى يريد الإيمان وسائر الطاعات اتّفاقا ، فيجب أن يكون موجدها هو الله تعالى.
وحمل الكلام على أنّه يفعل ما يريد فعله عدول عن الظاهر.
وبغير ما ذكر قوله : ( قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ ) (٧) ( وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ) (٨) ( كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ) (٩) ( أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى ) (١٠) ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) (١١) ( ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللهُ ) (١٢) إلى غير ذلك.
__________________
(١) الملك (٦٧) : ١٣.
(٢) البقرة (٢) : ١٢٨.
(٣) إبراهيم (١٤) : ٤٠.
(٤) مريم (١٩) : ٦.
(٥) البروج (٨٥) : ١٦.
(٦) إبراهيم (١٤) : ٢٧.
(٧) النساء (٤) : ٥٣.
(٨) النحل (١٦) : ٥٣.
(٩) المجادلة (٥٨) : ٢٢.
(١٠) النجم (٥٣) : ٤٣.
(١١) يونس (١٠) : ٢٢.
(١٢) النحل (١٦) : ٧٩.