والكسب ، كقوله تعالى : ( وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ ) (١) ( كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ ) (٢) ( الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ) (٣).
والجعل ، كقوله تعالى : ( يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ ) (٤) ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ ) (٥).
والخلق ، كقوله تعالى : ( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) (٦) ( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ) (٧).
والإحداث ، كقوله تعالى حكاية عن الخضر عليهالسلام : ( حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً ) (٨).
والابتداع ، كقوله تعالى : ( وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ) (٩) وأمثال ذلك كثير في القرآن.
وأجيب بأنّه لمّا ثبت بالدلائل القاطعة أنّ الكلّ بقضاء الله وقدره ، وجب جعل هذه الألفاظ مجازا عن السبب العادي ، أو جعل هذه الإسنادات مجازا ؛ لكون العبد سببا لهذه الأفعال ، هذا في غير لفظ الكسب ، فإنّه يصحّ على حقيقته والخلق فإنّه بمعنى التقدير.
وأمّا على رأي الإمام ـ وهو أنّ مجموع القدرة والداعية مؤثّر في الفعل ، وذلك
__________________
(١) آل عمران (٣) : ٢٥.
(٢) الطور (٥٢) : ٢١.
(٣) غافر (٤٠) : ١٧.
(٤) البقرة (٢) : ١٩.
(٥) الأنعام (٦) : ١٠٠.
(٦) المؤمنون (٢٣) : ١٤.
(٧) آل عمران (٣) : ٤٩.
(٨) الكهف (١٨) : ٧٠.
(٩) الحديد (٥٧) : ٢٧.