ثمّ سرادق الجبروت ، ثمّ سرادق الفجر ، ثمّ سرادق النور الأبيض ، ثمّ سرادق الوحدانيّة وهو مسيرة سبعين ألف عام في سبعين ألف عام ، ثمّ الحجاب الأعلى » وانقضى كلامه عليهالسلام وسكت ، فقال له : عمر لا بقيت ليوم لا أراك فيه يا أبا الحسن (١)!.
ومنها : ما روي عن جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : « إنّ الله تعالى خلق نور محمّد صلىاللهعليهوآله قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسيّ واللوح والقلم والجنّة والنار ، وقبل أن خلق آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان وكلّ من قال الله عزّ وجلّ في قوله : ( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ) إلى قوله تعالى : ( وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٢) وقبل أن خلق الأنبياء كلّهم بأربعمائة ألف وأربعة وعشرين ألف سنة ، وخلق معه اثني عشر حجابا : حجاب القدرة ، وحجاب العظمة ، وحجاب المشيّة ، وحجاب الرحمة ، وحجاب السعادة ، وحجاب الكرامة ، وحجاب المنزلة ، وحجاب الهداية ، وحجاب النبوّة ، وحجاب الرفعة ، وحجاب الهيبة ، وحجاب الشفاعة.
ثمّ حبس نور محمّد في حجاب القدرة اثني عشر ألف سنة وهو يقول : سبحان ربّي الأعلى وبحمده ، وفي حجاب العظمة أحد عشر ألف سنة وهو يقول : سبحان عالم السرّ ، وفي حجاب المشيّة عشرة آلاف سنة وهو يقول : سبحان من هو قائم لا يلهو ، وفي حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة وهو يقول : سبحان الرفيع الأعلى ، وفي حجاب السعادة ثمانية آلاف سنة وهو يقول : سبحان من هو دائم لا يسهو ، وفي حجاب الكرامة سبعة آلاف سنة وهو يقول : سبحان من هو غنيّ لا يفقر ، وفي حجاب المنزلة ستّة آلاف سنة وهو ويقول : سبحان ربّي الكريم ، وفي حجاب
__________________
(١) « الخصال » : ٤٠١ باب السبعة ، ح ١٠٩ ؛ « التوحيد » : ٢٧٨ باب ذكر عظمة الله عزّ وجلّ ، ح ٣.
(٢) الأنعام (٦) : ٨٤ ـ ٨٧.