الأدخنة والرياح في الأرض بحيث لا ينفذ في مجاريها ؛ لشدّة استحصافها (١) وتكاثفها اجتمع طالبا للخروج ولم يمكنه النفوذ ، فزلزلت الأرض ، وربما اشتدّت الزلزلة فخسفت (٢) فتخرج منه نار ؛ لشدّة الحركة الموجبة لاشتعال البخار والدخان لا سيّما إذا امتزجا امتزاجا مقرّبا إلى الدهنيّة ، وربّما قويت (٣) على شقّ الأرض ، فتحدث أصوات هائلة ، وربّما حدثت الزلزلة من تساقط عوالي وهدات في باطن الأرض ، فيتموّج بها الهواء المحتقن ، فيتزلزل به الأرض ، وقليلا ما يتزلزل بسقوط قلل الجبال عليها لبعض الأسباب ، وقد يوجد في بعض نواحي الأرض قوّة كبريتيّة ينبعث منها دخان وفي الهواء رطوبة بخاريّة فيحصل من اختلاط دخان الكبريت بالأجزاء الرطبة الهوائيّة مزاج دهني ، وربّما اشتعل بأشعّة الكواكب وغيرها ، فيرى بالليل شعل مضيئة » (٤) انتهى ما أردنا ذكره.
وعن ابن عبّاس أنّه قال : خلق الله جبلا يقال له : قاف محيط بالعالم وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض ، فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل فتحرّك العرق الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ، ويحرّكها ، ومن ثمّ تحرّك القرية دون القرية (٥).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام « أنّ ذا القرنين لمّا دخل في الظلمات ، فإذا بملك قائم على جبل طوله خمسمائة ذراع ، فقال له : من أنت؟ قال : ملك من ملائكة الرحمن موكّل بهذا الجبل ، فليس من جبل خلقه الله عزّ وجلّ إلاّ وله عرق من هذا الجبل ، فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أوحى إليّ فزلزلتها » (٦)
__________________
(١) أي استحكامها.
(٢) « بحار الأنوار » ٥٧ : ١٤٨ ـ ١٤٩.
(٣) في المصدر : « فخسفت الأرض ».
(٤) في المصدر : « قويت المادّة ».
(٥) « بحار الأنوار » ٥٧ : ١٢٧ ، ح ١٨.
(٦) « الفقيه » ١ : ٥٤٢ ، ح ١٥١١ ؛ « تهذيب الأحكام » ٣ : ٢٩٠ ، ح ٨٧٤.