كانت تلك الصورة صورة للجامع فهذا معناه تعلّق العلم الإجمالي بالجامع دون الفرد المردّد ، وإذا كانت تلك الصورة مشتملة على الحدين ـ أي خصوصية الظهر وخصوصية الجمعة ـ فتارة يفرض انّ كلتا الخصوصيتين دخيلة فيها ، واخرى يفرض انّ خصوصيّة الظهر مثلا هي الدخيلة فقط ، وثالثة يفرض انّ أحد الخصوصيتين على سبيل الترديد هي الدخلية. والكل باطل.
أمّا الأوّل فلأنّ لازمه انّ العالم بالإجمال يعلم بوجوب الظهر والجمعة معا ، وهو خلف المفروض.
وأمّا الثاني فلأنّه يلزم منه انقلاب العلم الإجمالي إلى علم تفصيلي بوجوب الظهر.
وأمّا الثالث فلأنّ الصورة الذهنية وجود ذهني ، والوجود بما في ذلك الذهني لا بدّ وأن يكون متشخّصا ومعيّنا ، ومع تشخّصه فلا بدّ من تشخّص ماهيّته وحدّه ، أي خصوصية الظهر والجمعة ، فإنّ حدّ الصورة الذهنية للظهر هو الظهر وحدّ الصورة الذهنية للجمعة هو الجمعة ، ومع تعيّن الصورة الذهنية لا بدّ من تعيّن حدّها ، فهي أمّا صورة للظهر أو صورة للجمعة ولا يمكن أن تكون الصورة التي هي وجود ذهني معيّنة وحدّها وهو خصوصية الظهر والجمعة ليس معيّنا لأنّ لازم ذلك عدم تعيّن نفس الصورة.
والرأي الثالث في حقيقة العلم الإجمالي هو للشيخ العراقي قدسسره. وحاصله : انّ العلم الإجمالي لا يتعلّق بالجامع ولا بالفرد المردّد بل بالواقع ، ففي مثال العلم الإجمالي بوجوب الظهر أو الجمعة يكون العلم متعلّقا بالواقع ، فلو كان الوجوب