الانائين نجس ، واخرى تشهد بنجاسة اناء معين فتقول مثلا الإناء الموجود على اليمين نجس ثم يفرض اشتباهه واختلاطه بالشمالي بشكل لا يمكن التمييز.
اما في الحالة الأولى ـ وهي ما إذا شهدت البينة بنجاسة أحد الانائين ـ فيوجد دليلان كل منهما يقتضي شيئا يتنافى وما يقتضيه الآخر.
والدليلان هما : دليل حجّية البينة ودليل أصل الطهارة ، فانّ دليل أصل الطهارة يقول ان كل واحد من الانائين حيث انّك تشك في طهارته فيمكنك اجراء أصل الطهارة فيه وارتكابه ، بينما دليل حجّية البينة يقول كلا لا يجوز اجراء الأصليين إذ البينة حجّة والمفروض شهادتها بنجاسة أحد الانائين.
وأصحاب الرأي الأوّل قدّموا الدليل الأوّل ـ أي دليل حجّية البينة ـ ولم يعيروا أهمية لدليل أصل الطهارة فطرحوه جانبا ، وعلى اساس ذلك قالوا بلزوم ترك كلا الانائين.
بينما أصحاب الرأي الثاني قدّموا الدليل الثاني ـ أي دليل أصل الطهارة ـ واجروا أصل الطهارة في كلا الانائين ولم يعيروا اهمية لدليل حجّية البينة.
وبهذا إتضح الوجه فيما قلناه سابقا ، حيث ذكرنا ان كلا هذين الوجهين ليس على صواب من الوجهة الفنية ، فإنّه بعد وجود دليلين معتبرين بايدينا لا وجه للأخذ بأحدهما وطرح الآخر بعد حجّيتهما معا ، فإنّ الدليل الحجّة لا وجه لطرحه دون مبرر.
والصحيح ان نجمع بين الدليلين ونوفق بينهما ونعمل بعد ذلك بالنتيجة التي