واستدلّ على البراءة بحديث الرفع المروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « رفع عن امّتي تسعة : الخطأ والنسيان وما اكرهوا عليه وما لا يعلمون ... » (١).
وتقريب الاستدلال : أنّ إحدى الفقرات التسع المذكورة في الرواية فقرة « ما لا يعلمون » ، وحرمة شرب التتن مثلا حيث إنّها غير معلومة فهي مرفوعة ، وهو المطلوب (٢).
ويمكن منهجة الأبحاث في الحديث المذكور في ثلاث مراحل (٣) : ـ
وفي هذه المرحلة نتكلّم عن فقه الرواية ، أي عن معناها والمقصود منها.
وقبل ذلك نقدّم مقدّمة صغيرة في توضيح مصطلح الحكومة.
انّ الحكومة تعني نظر أحد الدليلين إلى الدليل الآخر لشرحه وتوضيحه كدليل لا ضرر فإنّه ناظر إلى مثل دليل وجوب الوضوء وغيره من أدلة الأحكام الأوّلية ويريد أن يقول إنّ الوجوب لا يثبت للوضوء إذا كان مستلزما للضرر. ويسمّى الدليل الناظر بالحاكم بينما الدليل المنظور له يعبّر عنه بالمحكوم عليه.
__________________
(١) الوسائل : كتاب الجهاد باب ٥٦ من أبواب جهاد النفس حديث ١. ثمّ إنّه يأتي فيما بعد شرح بعض فقرات الحديث
(٢) يأتي توضيح الاستدلال بشكل أعمق في المرحلة الثانية
(٣) كلام الاصوليين في حديث الرفع دقيق ومطوّل