ومثال الثاني : الشكّ في عدد اجزاء الصلاة وانها تسعة أو عشرة ، فإنّ الواجب واقعا لو كان هو عشرة وأتى المكلّف بتسعة أجزاء لم يحصل امتثال بمقدار تسعة أجزاء بل ليس هناك الاّ العصيان ، وما ذاك الاّ لأجل ان الأمر المتعلق بالصلاة واحد فامّا أن يحصل امتثاله أو يحصل عصيانه ولا يمكن إجتماع عصيانه وامتثاله في آن واحد. ومن هنا سمّي الأقل والأكثر في هذه الحالة بالارتباطيين لأجل وحدة الأمر وارتباط امتثال أمر بعض الاجزاء بامتثال أمر الاجزاء الاخرى.
والاختلاف بين الاعلام ينحصر بالارتباطيين والاّ فالاستقلاليان لا إشكال في انحلال العلم الإجمالي فيهما.
ثمّ إنّ الدوران بين الأقل والأكثر الارتباطيين له مصاديق متعددة.
١ ـ الشكّ في الجزئية ، كالشكّ في أنّ جلسة الاستراحة جزء من الصلاة أو لا.
٢ ـ الشكّ في الشرطية ، كالشكّ في أنّ الطمأنينة شرط في الصلاة أو لا ، فلو كانت شرطا صارت الصلاة مركبة من عشرة مثلا بينما لو لم تكن شرطا صارت مركبة من تسعة.
٣ ـ دوران الأمر بين التعيين والتخيير ، كما يأتي إيضاح ذلك.
وبهذا يتضح أنّ دوران الأمر بين الأقل والأكثر الإرتباطيين هو تعبير آخر عن الشكّ في الجزئية أو في الشرطية أو في الدوران بين التعيين والتخيير.