الهدوءَ إلى قَلْبي ، وإنْ كانت تَسْحَرُ عَقْلي ، وتُثْقِلُ بالمِنَنِ ظهري ، إلى أن وَافَقَ ما تفضَّلَ اللهُ به من كَشْفِ الغُمَّةِ وحلِّ العقدة ، وتيسير المسير ، ورفع عوائق التعسير اشتمال النظام عى ما دبرته من تأليف كتاب (١) باسمه ، ومشارفة الفراغ من تشييد ما أَسَّسْتُه بِرَسْمِه ، راجياً أن يعيرَهُ نظرَ التهذيب ، ويَأْمُرَ بإجَالةِ قلمِ الإِصلاح فيه ، وإلحاقِ ما يَرْقَعُ خَرْقَهُ ، ويَجْبُرُ كَسْرَهُ بحواشِيهِ.
ولما عَلَوْتُ (٢) رواق العِزِّ واليُمْنِ من حَضْرَتِهِ ، ورَاجَعْتُ رَوْحَ الحياة ونسيم العيش بخدمته ، وجَاوَرْتُ بحر الشرف والأدب من عالي مجلسه ، أدام الله أُنْسَ (٣) الفَضْل به ، فَتَح لي إقبالَهُ رِتَاجَ التَّخيُّر ، وأَزْهَر لي قربُهُ سِرَاجَ التَّبَصُّرِ في استتمام الكتاب ، وتقرير الأبواب ، فبلغْتُ بها الثلاثين على مَهَلٍ وروية ، وضَمَّنْتُها من الفصول ما يناهز ستمائة [ فَصْلٍ ] ، وهذا ترتيب (٤) الأبواب :
الباب الأول : في الكليات (٥) ، أربعة عشر فضلاً.
الباب الثاني : في التنزيل والتمثيل ، خمسه فصول.
الباب الثالث : في الأشياء تختلف أسماؤها وأوصافها لاختلاف أحوالها ، أربعة (٦) فصول.
الباب الرابع : في أوائل الأشياء وأواخرها ، ثلاثة فصول.
الباب الخامس : في صغار الأشياء وكبارها وعظامها وضخامها عشرة فصول.
الباب السادس : في الطول والقصر ، أربعة (٧) فصول.
الباب السابع : في اليبس واللين والرطوبة ، أربعة فصول.
__________________
(١) في ( ط ) : ( الكتاب ).
(٢) في ( ط ) : ( عاودت ).
(٣) في ( ط ) : ( أسّ ).
(٤) في ( ط ) : ( ثبت ).
(٥) تكرر عبارة : « وفيه » في جميع الأبواب في ط ، اكتفينا بالإِشارة إلى ذلك هنا لأول مرة لتكرارها.
(٦) في ( ط ) ثلاثة فصول ، ومرد الاختلاف عن ( ح ) أنه قسم الفصل الثالث فصلين.
(٧) في ( ح ) : خمسة فصول.