يحرق فيه برز له نمرود وجنوده وقد بني له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النار ووضع إبراهيم عليهالسلام في منجنيق وقالت الأرض يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره يحرق بالنار قال الرب إن دعاني كفيته فذكر أبان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبي جعفر عليهالسلام أن دعاء إبراهيم عليهالسلام يومئذ كان ـ يا أحد [ يا أحد يا صمد ] يا صمد يا من « لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ » ثم قال « تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ » فقال الرب تبارك وتعالى كفيت ـ فقال للنار « كُونِي بَرْداً » قال فاضطربت أسنان إبراهيم عليهالسلام
______________________________________________________
أن نجمة يدل على سقمه ، ويجوز أن يكون الله أعلمه بالوحي أنه سيسقمه في وقت مستقبل ، وجعل العلامة على ذلك إما طلوع نجم على وجه مخصوص ، أو اتصاله بآخر على وجه مخصوص ، فلما رأى إبراهيم تلك الأمارة قال إني سقيم تصديقا لما أخبره الله تعالى.
وثالثهما : إن معناه نظر في النجوم نظرا فاستدل بها كما قصه الله في سورة الأنعام على كونها محدثة غير قديمة ولا آلهة وأشار بقوله ـ إني سقيم ـ إلى أنه في حال مهلة النظر ، وليس على يقين من الأمر ، ولا شفاء من العلم ، وقد يسمى الشك بأنه سقم كما يسمى العلم بأنه شفاء ، عن أبي مسلم وهو ضعيف.
ورابعها : أن معنى قوله « إِنِّي سَقِيمٌ » إني سقيم القلب ، أو الرأي خوفا (١) من إصرار القوم على عبادة الأصنام ، وهي لا تسمع ولا تبصر ، ويكون على هذا معنى نظره في النجوم فكرته في أنها محدثة مخلوقة مدبرة ، وتعجبه كيف ذهب على العقلاء ذلك من حالها حتى عبدوها ، وما رواه العياشي بإسناده ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام أنهما قالا : والله ما كان سقيما وما كذب ، فيمكن أن يحمل على أحد الوجوه التي ذكرناها ، ويمكن أن يكون على وجه التعريض بمعنى أن كل من كتب عليه الموت فهو سقيم ، وإن لم يكن به سقم في الحال (٢) انتهى.
__________________
(١) في المصدر « حزنا ».
(٢) مجمع البيان : ج ٨ ص ٤٤٩ ـ ٤٥٠.