٤١٤ ـ مسألة : إذا حل راوية ، أو رأس زق (١) فانهرق ما فيه ، ما الحكم في ذلك؟
الجواب : إذا كان الذي في الراوية أو في الزق مائعا كالدهن والخل وما أشبه ذلك ، وكان خروجه بحله ، مثل ان يكون قد القى على الأرض ، وليس يمسكه غير الشد ، وكان عليه الضمان بغير خلاف ، لأنه خرج بفعله ، وان جرى بعد الحل بسبب كان منه ، مثل ان يكون مشتدا (٢) معتدلا ، فلما حل جرى بعضه ، فخف هذا الجانب وثقل جانب الأخر ، فوقع واندفق ، أو نزل ما جرى إلى تحته ، فلانت الأرض (٣) ، ومال الزق فوقع ، فاندفق ما فيه ، كان عليه الضمان أيضا ، لأنه بسببه.
وان اندفق بعد حله بفعل ، حدث ، مثل ان يكون مشتدا فحله ، فبقي كذلك محلولا على ما كان عليه ، وحدث ما حركه ، من زلزلة أو ريح ، فوقع فاندفق ، فان السبب يسقط حكمه ، لأنه قد حصلت مباشرة وسبب غير ملج (٤) ، فسقط حكم ذلك بغير خلاف.
وان كان ما فيه جامدا ، كالعسل والسمن والدقيق ، وكان الزق أو الراوية على صفة ، لو كان ما فيه مائعا لم يخرج وبقي بحاله ، فذاب ما فيه واندفق بسبب آخر ، لم يكن عليه ضمان ، وان كان على صفة لو كان ما فيه مائعا خرج ثم ذاب بحرارة الشمس ، وخرج ، كان عليه الضمان ، لأن خروجه بسبب كان منه ، لأنه حل الزق أو الراوية ، ولم تحدث بعد الحل مباشرة من غيره ، وانما ذاب بحرارة الشمس ، وإذا لم يحدث فعل بعد حله ، كان خروجه بسبب فعله.
٤١٥ ـ مسألة : إذا أدخلت شاة رأسها في قدر باقلائي ، ولم يمكن إخراجه منه ، هل يقطع رأسها أم لا؟
الجواب : إذا كانت يد صاحب هذه الشاة عليها ، ذبحت ولم يكسر القدر ،
__________________
(١) الراوية : هي المزادة من جلد فيها الماء وكذا الزق ، مع تفاوت بينهما.
(٢) في بعض النسخ : مستندا وكذا فيما يأتي.
(٣) لأن : ضد غلظ
(٤) مخفف ملجئ ، والسبب الملجئ ما يترتب عليه المسبب لا محالة.