أنّ الفعل الواقع بعد ربّ المكفوفة (١) بما يجب أن يكون ماضيا لأنّها (٢) للتّقليل في الماضي ومعنى (٣) التّقليل ههنا أنّه تدهشهم (٤) أهوال القيامة
______________________________________________________
(١) أي المكفوفة عن عمل الجرّ ، بسبب ما الكافّة عن العمل.
(٢) أي ربّ المكفوفة موضوعة «للتّقليل في الماضي» على أحد الرّائيين ، أي قول أبي علي في الإيضاح ، حيث التزم فيه بلزوم وقوع الماضي بعدها ، لأنّ الانقطاع يناسب التّقليل.
(٣) أي قوله : «ومعنى التّقليل ههنا» أي في الآية ، جواب عن سؤال مقدّر تقديره : أنّه لا شكّ في كثرة ودادتهم للإسلام وإظهارهم لها بقولهم : ليتنا كنّا مسلمين ، وبعبارة أخرى كيف تكون ربّ ههنا للتّقليل ، والحال إنّ الكفار يودّون كثيرا كونهم مسلمين؟!
وحاصل الجواب :
إنّه لا ريب في عظم ودادتهم للإسلام ، وكثرة مراتبها إلّا أنّ إظهارها بقولهم : ليتنا كنّا مسلمين وتمنّيهم له ليس بكثير ، إذ مقتضى الجري الطّبيعي ، وإن كان كثرته أيضا ، إلّا أنّ هنا ما يمنع ذلك ، وهو عدم التفاتهم إلى مزيّة الإسلام لعظم العذاب وشدّته في كثير من الأوقات ، وإنّما يلتفتون إليها في قليل من الأوقات يحصل لهم فيه إفاقة ما ، فعليه لا مانع من حمل على التّقليل في الآية.
وقد يجاب أيضا بأنّ ودادتهم وإن كانت كثيرة لكنّها بمنزلة القليل لعدم نفعها.
(٤) أي الكفّار أعني تحيّرهم وتسكرهم» أهوال القيامة» ، أو تذهب عقولهم الأمور المفزعة.