ولو للتّمنّي (١) حكاية (٢) لودادتهم وأمّا على رأي من جعل لو التّي للتّمنّي حرفا مصدريّة (٣) ، فمفعول (يَوَدُّ) هو قوله : (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) (٤).
______________________________________________________
(١) أي لا للشّرط ، وذلك لعدم ذكر جواب لها.
(٢) أي بناء على أنّ جملة (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) محكيّة بالقول المقدّر ، وهو حال لفاعل كفروا ، والمعنى ربّما يودّ الّذين كفروا ، حال كونهم قائلين لو كانوا مسلمين ، أي لو كنّا مسلمين ، والتّعبير بالغيبة لمطابقة (يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) والأمران جائزان ، فلا يرد حينئذ ما يقال من أنّ الظّاهر أن يقال : لو كنّا مسلمين ، لأنّ هذه هي الودادة التّي تصدر عنهم حتّى تكون الحكاية مطابقة للمحكى ، إذ معنى الحكاية إيراد اللّفظ على سبيل استبقاء صورة الأولى.
ويمكن أن يكون قوله : «حكاية لودادتهم» جوابا عن سؤال مقدّر ، والتّقدير إنّ الالتزام بكون لو للتّمنّي لا مجال له ، إذ التّمنّي مستحيل من الله سبحانه.
وحاصل الجواب : إنّ قوله تعالى حكاية عن تمنّي الكفّار ، لا أنّه مسوق لغرض إبراز تمنّيه سبحانه ، ولا ريب أنّ حكاية التّمنّي ليست مستحيلة منه تعالى.
وكيف كان فحذف المفعول مبنيّ على أنّ لو للتّمنّي وجملة (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) محكيّة بالقول المقدّر ، كما عرفت. ويمكن أن تكون لو للشّرط والجواب محذوف أي لنجوا من العذاب ، فالمعنى حينئذ لو كانوا مسلمين لنجوا من العذاب ، وحينئذ لا حكاية أصلا.
(٣) أي وأمّا على رأي من جعل لو التّي جعلها غيره للتّمنّي حرفا مصدريّة فلا يرد ما قيل :
من أنّه إذا كانت لو حرفا مصدريّة ، لا تكون للتّمنّي.
(٤) أي بعد التّأويل بالمصدر ، فالمعنى يود الّذين كفروا كونهم مسلمين ، وحينئذ لا حاجة إلى حذف المفعول.
والمتحصّل من جميع ما ذكرناه هو الاحتمالات في لو ـ ثلاثة :
الأوّل : أن تكون للتّمنّي.
والثّاني : أن تكون حرفا مصدريّة.
والثّالث : أن تكون للشّرط محذوف الجزاء ، وإنّما لم يذكره الشّارح لكونه بعيدا ، ومحتاجا إلى التّقدير.