عليه شيء ، ولا يقبح منه شيء. (المواقف ج ٨ ص ٢٠٢). وفي كتاب المذاهب الاسلامية للشيخ أبي زهرة (فصل وحدانية التكوين : فقرة تعليل الأفعال) ما نصه بالحرف «قال الاشاعرة ، أي السنة : «ان الله سبحانه وتعالى خلق الأشياء لا لعلة ولا لباعث».
وقال الشيعة : ان جميع أفعاله عز وجل معللة بمصالح تعود على الناس ، أو تتعلق بنظام الكون ، كما هو شأن العليم الحكيم .. ومما استدلوا به على ذلك هذه الآية : (رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً).
ويمكن الرد على السنة بأقوالهم وأفعالهم ، لا بآية ولا برواية .. ذلك انهم يأخذون بالقياس والاستحسان والمصلحة المرسلة القائمة على رعاية اللطف بالخلق وتحسين أحوالهم في معاشهم ومعادهم ، ويتخذون ـ من القياس والاستحسان والمصلحة المرسلة ـ أصولا ومدارك للأحكام الشرعية الإلهية ، كما انهم ألفوا كتبا خاصة في بيان حكمة الله في أوامره ونواهيه .. ولا معنى لهذا الا انه لا يأمر ولا ينهى الا لغرض صحيح ، وعلة حكيمة.
(رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ). ونحن نطيعك رغبة في مرضاتك ، وفرارا من هذا الخزي. وهكذا المؤمن الصادق يضع ثواب الله وعقابه نصب عينيه ، فيطيع خوفا من هذا ، وطمعا في ذاك. قال الإمام علي (ع) في وصف المؤمنين : «فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون». أما من يعبد الله لذات الله ، لا طمعا في جنته ، ولا خوفا من ناره فهو رسول الله وتلميذه الإمام علي.
(وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ). كل من يناصر الباطل في هذه الحياة ، ويتخاذل عن نصرة الحق ، ولا ينصف الناس من نفسه فهو ظالم ، وما له يوم الحق والعدل من نصير .. وأبلغ موعظة في هذا الباب هي خطبة الرسول الأعظم (ص) حين شعر بدنو أجله الشريف ، قال :
«قال : أيها الناس من جلدت له ظهرا فهذا ظهري ، ومن أخذت له مالا فهذا مالي ، ليأخذه مني ولا يخش الشحناء من قبلي ، فإنها ليست من شأني ، الا وان أحبكم إليّ من أخذ مني حقا ان كان له ، أو حللني منه ، فلقيت ربي