وان استجارك أحد من المشركين استجارك. كيف يكون (كيف) خبر كان ، وعهد اسمها. فما استقاموا لكم (ما) مصدرية ظرفية ، والظرف متعلق بفاستقيموا لهم ، والتقدير فاستقيموا لهم مدة استقامتهم لكم. وكيف وإن (كيف) خبر كان محذوفة هي واسمها أي كيف يكون لهم عهد. وإلا مفعول يرقبوا.
المعنى :
(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ). وجدتموهم ادركتموهم ، وخذوهم ائسروهم ، واحصروهم احبسوهم ، واقعدوا لهم كل مرصد راقبوهم وترصدوهم في كل طريق يمرون به ، ولا تدعوا أحدا يفلت منهم. أما الأشهر الحرم فقد ذكرنا عند تفسير الآية ١٩٤ من سورة البقرة : ان الله حرّم القتال في أربعة أشهر : ذي القعدة ، وذي الحجة ، والمحرم ، ورجب. وهذه الأشهر غير مرادة هنا ، وانما المراد بالأشهر الحرم في هذه الآية الأشهر الأربعة التي حرّم الله فيها قتال مشركي الجزيرة العربية ، وأباح لهم طوال هذه المدة ان يسيحوا في الأرض آمنين ابتداء من عاشر ذي الحجة سنة ٩ ه الى عاشر ربيع الآخر سنة ١٠ ه ، وبعدها أمر المسلمين بقتل المشركين وأسرهم وحبسهم وملاحقتهم انّى اتجهوا إذا لم يسلموا او يهاجروا من الجزيرة قبل انتهاء المدة اتقاء لشرّهم وفسادهم.
(فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). أي ان أظهروا الإسلام قبل انقضاء الأجل المضروب لهم ، وأقاموا الشعائر الاسلامية وأهمها اقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ان فعلوا ذلك فهم في أمن وأمان يجري عليهم ما يجري على المسلمين ، دون تفاوت.
(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ). ان اي مشرك ممن يجوز قتله إذا استجار وطلب الأمان من المسلمين فعليهم ان يجيروه ويعطوه الأمان على نفسه وماله ، وان يدعوه إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، فان قبل جرت عليه أحكام المسلمين ، وان رفض فلا يحل قتله ، ويجب