اللغة :
العزة الغلبة والقوة ، ويعز بفتح العين إذا اشتد وبكسرها إذا صار نادرا. والخرص الحدس والقول بلا علم. ومبصرا على سبيل المجاز أي مبصرا فيه ، مثل ليل نائم أي فيه. والسلطان الحجة والبرهان.
الإعراب :
ان العزة لله جملة مستأنفة ، وليست مفعولا للقول لأن النبي (ص) لا يحزنه قولهم : العزة لله. وما يتبع (ما) نافية ، ومفعول يتبع محذوف أي ما يتبعون شريك الله حقيقة ، لأن الله لا شريك له. إن يتبعون (ان) نافية. وان هم مثلها. والمصدر المنسبك من لتسكنوا متعلق بمحذوف مفعولا لجعل أي جعل الليل مظلما لسكنكم فيه. وان عندكم من سلطان (ان) نافية ، وعندكم خبر مقدم ، ومن زائدة اعرابا ، وسلطان مبتدأ مؤخر ، وبهذا متعلق بسلطان. ومتاع في الدنيا خبر مبتدأ محذوف أي ذلك متاع.
المعنى :
(وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً). جن جنون المرابين وأرباب الامتيازات من دعوة محمد (ص) الى العدل والمساواة ، وتحريم الظلم والاستغلال ، جن جنونهم من هذه الدعوة التي تؤدي بعزهم وثرائهم ، وهم يملكون السطوة وخزائن الأرض .. فقاوموا النبي (ص) أول ما قاوموه بالافتراءات والاشاعات ، وقالوا : هو مجنون. فما صدقهم أحد ، فقالوا : هو ساحر. فكذبتهم الوقائع ، فصمموا على اغتياله ، وتشاوروا في طريق الاغتيال ، فقال الله لنبيه الأكرم : لا تبال بما يقولون عنك ، وما يدبرونه لك ، فإن القوة والعزة جميعا لله ، لا للمال ، ولا للجاه ، فهو الذي يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، وسينتقم من الذين كذبوك ، وقالوا عنك ما قالوا .. ولا يجدون وليا ولا نصيرا يدرأ عنهم