اللغة :
التوفية تأدية الحق كاملا ، والبخس تأديته ناقصا. وحبط الشيء فساده وبطلانه. والبينة ما يتبين به الحق من الباطل. والمرية الشك.
الإعراب :
نوفّ مضارع مجزوم جوابا لمن كان. وباطل مبتدأ ، وما كانوا فاعل لباطل ساد مسد الخبر ، ويجوز ان تكون (ما) مبتدأ مؤخر ، وباطل خبر مقدم. أفمن كان على بينة (من) مبتدأ ، وخبره محذوف ، تقديره كمن لا بينة له. والهاء في يتلوه تعود إلى البينة لأنها بمعنى البرهان. ومن قبله كتاب موسى عطف على شاهد. واماما حال.
المعنى :
(مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ).
من يزرع يحصد ، ومن يتاجر متقنا فن التجارة يربح ، ومن يجتهد في مدرسته ينجح ، ومن يقم المصانع ، ويحفر المناجم ، ويحتكر المعادن تكدس الأموال في خزائنه .. وهكذا كل من سعى لشيء يلقى ثمرة سعيه مؤمنا كان أو كافرا ، فالأرزاق تأتي نتيجة للأعمال لا ينقصها كفر ، ولا يزيدها ايمان ، وهذا هو الذي اراده الله من قوله : (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ). أجل للأوضاع الفاسدة تأثيرها كما ذكرنا في ج ٣ ص ٩٤.
ونعيم الحياة في الآخرة يناط بالعمل في الدنيا تماما كالزينة في هذه الحياة ، سنة الله في خلقه ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ، قال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) ـ ١٤٢ آل عمران». وقال : (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) ـ ١٩ الاسراء». ومن سعى لرزقه الحلال الطيب فقد سعى للدنيا والآخرة معا.