٢ ـ (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) لفظ الرواسي صفة للثوابت من كل نوع ، ولكنه غلب على الجبال لكثرة الاستعمال ، بحيث إذا أطلق لفظ الرواسي من غير ذكر الموصوف فهم منه الجبال ، والحكمة من وجودها استقرار الأرض وثباتها ، قال تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً وَالْجِبالَ أَوْتاداً) ـ ٧ النبأ».
٣ ـ (وَأَنْهاراً) قرن سبحانه الأنهار بالجبال لأنها تتفجر من تحتها ، قال تعالى : (وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) ـ ٢٧ المرسلات».
٤ ـ (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ). أي ان كل صنف من الثمر في نباته زوجان : ذكر وأنثى ظاهران كفحول النخل وإناثها ، أو خفيان كسائر النباتات ، قال الشيخ المراغي في تفسيره : «فقد أثبت العلم حديثا ان الشجر والزرع لا يولدان الثمر والحب الا من اثنين ذكر وأنثى ، وقد يكونان في شجرة كأغلب الأشجار ، أو شجرتين كالنخل». وفي مجلة «العلوم» اللبنانية عدد آب ١٩٦٧ مقال بعنوان «كيف تبعث الحياة في الكائنات» جاء فيه ان الحشرات تحمل على أجسامها اللقاح الضروري الى أكمام الزهر دون أن تخطئ في التبليغ وان الطائر يلقح زهرة الزنبق بمنقاره. انها لمعجزة .. وفي الحرب العالمية الثانية نزل الحلفاء بكورسيكا فمرض الزيتون وقلّ ثمره ، وأرادت أمريكا مساعدة الأهالي فرشت الزيتون بمادة د. د. ت. فماتت الحشرة الضارة ، ولكن مات معها سائر الحشرات الأخرى ، فكانت النتيجة في السنة التالية لا شيء إطلاقا لأية شجرة من الزيتون والليمون واللوز. وبهذا يتبين ان الثمر لا يكون الا بلقاح الذكر للأنثى.
٥ ـ (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) مرّ تفسيره في الآية ٥٤ من سورة الأعراف ج ٣ ص ٣٣٩ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) في هذا الكون الذي يسير وفقا لقوانين ثابتة لا يحيد عنها بحال ، ولولا ثبوتها لاستحال على العلماء أن يرصدوها ويستفيدوا منها قواعد عامة ، ومن الواضح ان الدوام ينفي الصدفة ، ومن أجل هذا آمن الكثير من علماء الطبيعة بوجود الله تعالى.
٦ ـ (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ) ان اجزاء الأرض يلتصق بعضها ببعض ومع ذلك تتنوع إلى سهل وجبل وصلب ورخو وخصب وجدب وتراب ورمل