بينه وبين الفقاقيع ان هذه منتفخة كنفاخات الأطفال ، والزبد كرغوة الصابون. والرابي العالي ، أي ان الزبد يعلو فوق الماء والحلية تؤخذ من الذهب والفضة. والمتاع من الحديد والنحاس والرصاص وشبه ذلك. والجفاء بضم الجيم الباطل. والمهاد بكسر الميم الفراش.
الإعراب :
زبد مثله (زبد) مبتدأ مؤخر ، ومثله صفة له ، وخبر المبتدأ محذوف وهو الذي تعلق به مما يوقدون ، وابتغاء حلية مفعول لأجله ليوقدون. وكذلك الكاف بمعنى مثل في محل نصب بيضرب. وجفاء حال من الضمير في يذهب. الذين استجابوا خبر مقدم ، والحسنى مبتدأ مؤخر. والذين لم يستجيبوا مبتدأ ، وجملة لو أن لهم خبر. وما في الأرض اسم أن ، والمصدر المنسبك فاعل لفعل محذوف أي لو ثبت أن لهم الخ. وجميعا حال ، ومثله عطف على اسم أن.
المعنى :
في الآية السابقة قارن سبحانه بين المؤمن والكافر ، وضرب لذلك مثلين : الأول المقارنة بين الأعمى والبصير .. فالكافر كالأعمى ، والمؤمن كالبصير. المثل الثاني المقارنة بين الظلمات والنور .. والكافر كالظلمات ، والمؤمن كالنور.
وفي الآية التي نحن بصددها قارن جلت حكمته بين الحق والباطل ، وضرب أيضا لذلك مثلين : الأول المقارنة بين الماء الذي يمكث في الأرض ، ويحمل للناس الخير والحياة ، وبين الزبد الذي يعلو وينتفخ طافيا على وجه الماء ، ثم يقذف به السيل ، ويذهب مع الريح .. والحق كالماء النافع ، والباطل كالزبد الذي تبدده الأرياح. وهذا ما أراده سبحانه بقوله : (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً). والمراد بقدرها ان كل واد من الأودية يحتمل من ماء المطر بمقداره سعة وضيقا وعمقا .. وما زاد ينبسط على وجه الأرض.