أن يجاهدوا هذا العدو ، ويردعوه عن غيه وضلاله ، فإن أمكن ردعه بجهاد بعض المسلمين وجب الجهاد به كفاية إذا قام البعض سقط عن الكل ، وإذا أهملوا جميعا فهم مسؤولون ومستحقون للعقاب بلا استثناء ، وإذا توقف الردع على النفير العام كان الجهاد عينا على الشبان والشيوخ والنساء والمرضى ، من كل حسب قدرته.
قال صاحب الجواهر : «إذا داهم المسلمين عدو من الكفار يخشى منه على بيضة الإسلام ، أو يريد الكافر الاستيلاء على بلاد المسلمين وأسرهم وسبيهم وأخذ أموالهم ، إذا كان كذلك وجب الدفاع على الحر والعبد والذكر والأنثى والسليم والمريض والأعمى والأعرج وغيرهم إن احتيج اليهم ، ولا يتوقف على حضور الإمام ولا اذنه ، ولا يختص بالمعتدى عليهم والمقصودين بالخصوص ، بل يجب النهوض على كل من علم بالحال ، وإن لم يكن الاعتداء موجها اليه .. هذا إذا لم يعلم بأن من يراد الاعتداء عليهم قادرون على صد العدو ومقاومته».
هذا هو عهد الله أخذه على كل مسلم باتفاق جميع المذاهب ، تماما كاتفاقهم على وجوب الصوم والصلاة ، والحج والزكاة .. وقد ابتلي المسلمون والعرب الآن بعصابة صهيونية استعمارية اعتدت على دينهم وبلادهم ، وقتلت وشردت وسجنت الألوف .. فعلى كل عربي ومسلم في مشارق الأرض ومغاربها أن يجاهد بكل طاقاته ضد هذه العصابة المسماة بدولة إسرائيل. أي النفير خير للمسلمين في دينهم ودنياهم. (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ). أجل ، نحن نعلم بأن النفير لجهاد إسرائيل واجب على كل مسلم ، ولكن الذي يمنعنا عن جهاد إسرائيل هم القادة الخائنون ، فعلينا أن نجاهد هؤلاء قبل كل شيء لأنهم علة العلل ، ولولا خيانتهم لدينهم وأمتهم ، وطاعتهم العمياء للصهيونية والاستعمار ما كان لاسرائيل عين ولا أثر.
(لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ) ضمير اتبعوك يعود إلى من تخلّف عن الخروج مع النبي (ص) في غزوة تبوك ، والعرض القريب الغنيمة الباردة ، والسفر القاصد هو السهل القريب ، والمعنى لو دعوتهم يا محمد إلى المنفعة العاجلة لأسرعوا إلى تلبيتك (وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ). فالسفر إلى الشام ، ودونها الصحراء بعواصفها الرملية ، وهجيرها اللاهب ، والعدو ودولة الروم أقوى دول