طبخ فهو فخار. والحمأ الطين المتغير الى السواد. والمسنون المصبوب الذي يمكن تصويره على أية هيئة من الهيئات. ونار السموم شديدة الحرارة ، وتنفذ في المسام. وسويته أتممته.
الإعراب :
من حمأ بدل من صلصال بإعادة حرف الجر. والجان مفعول لفعل محذوف أي وخلقنا الجان خلقناه ، وكلهم تأكيد للملائكة ، وأجمعون تأكيد ثان.
المعنى :
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ). تكلم الناس كثيرا حول أصل الإنسان ، واشتهر عن درون انه قرد ، وبسطنا الكلام عن درون والإنسان عند تفسير الآية ١١ من سورة الأعراف ج ٣ ص ٣٠٥. ونعود الآن الى الموضوع بأسلوب آخر لمناسبة ذكر الإنسان والصلصال في الآية التي نحن بصددها.
ينحصر طريق المعرفة بالتجربة والمشاهدة والعقل والوحي ، ومن الواضح أنّا بالتحليل في المختبر نعرف ما في الإنسان من مواد ، أما كيف وجد الإنسان ، وعلى أية هيئة كان فلا تجيب عن هذا السؤال وما اليه المختبرات والمعامل. أما المشاهدة فأي انسان رأى وشاهد بداية خلق الإنسان الأول وكيف تكوّن ووجد؟. ولا شيء في الحفريات يدل دلالة واضحة على أصل الإنسان ، وشرحنا ذلك في المجلد الثالث ص ٣٠٥ ، أما سؤال العقل عن أصل الإنسان وكيف كان فهو تماما كسؤاله : من هو أبو فلان ، وهل كان طويلا أو قصيرا .. فلم يبق من طريق الى معرفة أصل الإنسان الا الوحي من خالق الإنسان.
ومن تتبع آي الذكر الحكيم يجد بعض الآيات تقول : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً) ـ ٥٤ الفرقان». وبعضها يقول : (كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ـ ٥٩ آل عمران». وآية ثالثة تقول : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ