(قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ). ضمير منها يعود الى الدرجة الرفيعة ، والمعنى ان الله سبحانه طرد إبليس من رحمته الى عذابه ونقمته ، وجعله ملعونا على كل لسان حتى قيام الساعة جزاء على تكبره وامتناعه عن طاعة الله تعالى.
(قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ). طلب هذا الامهال لحاجة في نفسه سيصرح بها قريبا.
(قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ). وهو ساعة النفخ في الصور الذي دلت عليه الآية ٦٨ من الزمر : «ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض».
(قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي) أي بما امتحنتني به من الأمر بالسجود لآدم الذي أوقعني في الغي والعصيان (لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ). قطع إبليس عهدا على نفسه ان ينتقم لمأساته من هذا المخلوق الذي كان السبب لطرده من رحمة الله الى لعنته.
(قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) هذه اشارة الى صيانة المخلصين من الشيطان وغوايته ، وعليّ أي ثابت عليه تعالى ، مثل قوله : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) ـ ٥٤ الأنعام». والمعنى ان الله كتب على نفسه ان الإخلاص هو الصراط المستقيم ، فمن سلكه نجا ، ومن انحرف عنه هلك (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) الذين يعبدون الدرهم والدينار ، ويبيعون الدين والبلاد والعباد لكل من يدفع الثمن ، أما الطيبون المخلصون فإبليس أذل وأحقر من ان يدنو منهم فضلا عن تسلطه عليهم. تقدم نظير هذه الآيات في الأعراف الآية ١١ ـ ١٨ ج ٣ ص ٣٠٦.
(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ). هناك في قعر جهنم يجتمعون جميعا إبليس وأتباعه ، ويتبرأ المتبوع من التابع ، ويلعن كل منهما صاحبه. انظر تفسير الآية ٢٢ من سورة ابراهيم ، فقرة : «خطبة الشيطان».
(لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ). قيل : المراد بالأبواب المعنى الظاهر منها. وقيل : بل المراد منها الطبقات والأدوار ، وان بعض النار