السفينة إذا جرت وانشق الماء يمينا وشمالا. والرواسي الجبال. ان تميد بكم أي تميل وتضطرب. والسبل الطرق. والعلامات المعالم التي يستدل بها على الطريق.
الإعراب :
منه شراب مبتدأ وخبر ومن للتبعيض. ومنه شجر من هنا للسببية. والنجوم مسخرات مبتدأ وخبر والجملة مستأنفة. وبأمره متعلق بمحذوف حالا من الجميع أي من الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم. وما ذرأ (ما) اسم موصول في محل نصب بفعل محذوف أي وسخر الذي ذرأ لكم. ومختلفا حال من (ما) وألوانه فاعل لمختلف. ومواخر حال من الفلك لأن ترى هنا بصرية لا قلبية. والمصدر من ان تميد مفعول من أجله لألقى. وأنهارا مفعول لفعل محذوف أي وأجرى أنهارا ، وسبلا أيضا مفعول لفعل محذوف أي وشق سبلا وأقام علامات ، فيقدر لكل منصوب فعل يناسبه. مثل «علفتها تبنا وماء باردا» أي وسقيتها ماء باردا. أفمن يخلق مبتدأ وكمن لا يخلق خبر.
المعنى :
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ). كل ما قام على ساق من نبات الأرض فهو شجر ، وتسيمون ترعون فيه مواشيكم ، والمعنى ان الله أنعم على عباده بالماء فجعله شرابا لهم ، وأنبت منه الشجر الذي ترعاه المواشي.
(يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). وأيضا أنبت الله سبحانه بالماء هذه الأشياء لمصالحنا ومنافعنا ، ولنتفكر ونتدبر قدرة الله وعظمته ونشكر آلاءه بطاعته والعمل بمرضاته ، وأشرنا فيما سبق ان الماء يتولد من أسبابه الطبيعية التي أوجدها الله في هذا الكون ، وإنما أسنده اليه تعالى من باب اسناد الشيء لفاعله الأول. وتقدم نظير هذه الآية في سورة ابراهيم الآية ٣٢ وفي سورة الحجر الآية ٢٢.