وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (٥٦) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (٥٧))
اللغة :
الطوع الانقياد بالارادة والاختيار. والزهق الخروج بصعوبة ، وكل هالك زاهق. والفرق بفتح الراء الخوف. والملجأ المكان الذي يتحصن فيه ، ومثله المعقل والموئل والمعتصم والمعتمد. ومغارات جمع مغارة ، من غار الشيء في الشيء. والمدّخل بتشديد الدال السرب في الأرض يدخله الإنسان بمشقة. والجماح السرعة التي تتعذر مقاومتها.
الإعراب :
أنفقوا لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر ، وطوعا أو كرها قائم مقام الحال ، أي سواء أنففتم طائعين أم كارهين فلن يقبل منكم. وتسبك ان تقبل بمصدر على انه مجرور بمن محذوفة. ونفقاتهم نائب فاعل. والمصدر المنسبك من انهم كفروا فاعل منعهم أي ما منعهم من تقبل نفقاتهم الا كفرهم.
المعنى :
(قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ) بعد أن تجهز النبي (ص) لغزوة تبوك طلب منه بعض المنافقين ان يعفيه من الجهاد. وعرض عليه شيئا من ماله ، فأمر الله رسوله الكريم ان يقول لهذا المنافق وأمثاله : لا حاجة لله في أموالكم ، وانها مردودة عليكم ، سواء أبذلتموها عن رضا ، ام عن كره.
وتسأل : لقد عرفنا وجه الرد ، مع البذل عن كره ، فما هو الوجه لردها.