اللغة :
المراد بالبراءة هنا انقطاع العصمة. والسّيح السير على مهل. والاخزاء الإذلال. والأذان الاعلام.
الإعراب :
براءة خبر لمبتدأ محذوف أي هذه براءة. واربعة أشهر ظرف متعلق بفسيحوا. واذان خبر لمبتدأ محذوف أي وهي اذان. ورسوله مبتدأ والخبر محذوف أي ورسوله بريء ، ويجوز أن يكون معطوفا على الضمير في بريء لأنه اسم فاعل. الا الذين عاهدتم (الذين) منصوب على الاستثناء من المشركين. وشيئا مفعول مطلق.
المعنى :
في العام الثامن للهجرة فتح النبي (ص) مكة ، وفي التاسع نزلت هذه السورة ، وفي العاشر حج النبي حجة الوداع ، وفي الحادي عشر توفي صلى الله عليه وآله. فهذه السورة ليست آخر سورة نزلت من القرآن ، ولكنها من الأواخر ، ولذا تضمنت أحكاما نهائية في العلاقات بين المسلمين والمشركين .. قال طه حسين في كتاب «مرآة الإسلام» :
«زاد اقبال العرب على الإسلام بعد الحجة التي حجها ابو بكر سنة تسع ، ففي هذه الحجة أرسل النبي عليا ليلحق بأبي بكر ، ويتلو على الناس قرآنا ، فكان فصلا بين عهدين : عهد كان يقوى الإسلام فيه شيئا فشيئا ، وكان للشرك مع ذلك بقاء في بعض قبائل العرب ، وعهد آخر خلصت فيه الجزيرة كلها للإسلام .. وهذا القرآن ـ أي الذي تلاه عليّ على الناس والذي فرّق الله به بين هذين العهدين ـ هو هذه الآيات الكريمة من سورة التوبة ، فأعلن فيها براءة الله ورسوله من المشركين وحرم فيها أن يقرب المشركون البيت ، أو يلموا به ، او يطوف به عريان».