يَصِدُّونَ ، وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً ، بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ، إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ ،) يعني من بني هاشم ، (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ،) فغضب الحارث بن عمرو الفهري ، فقال : أللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ، إن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل ، (فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ، وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ، وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ،) ثم قال : يا أبا عمرو إما تبت وإما رحلت ، فقال : يا محمد ، إن تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم ، فقال له النبي «ص» : ليس ذلك إلى ، ذلك الى الله تبارك وتعالى ، فقال : يا محمد ، قلبي ما يتابعني على التوبة ، ولكن أرحل عنك ، فدعا براحلته فركبها ، فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته ، ثم أتى الوحي إلى النبي «ص» فقال : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) (بولاية علي) (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ،) قال : قلت : جعلت فداك ، إنا لا نقرء هكذا ، فقال : هكذا أنزل الله بها جبرئيل على محمد «ص» ، وهكذا والله مثبت في مصحف فاطمة «عليهاالسلام» ، فقال رسول الله «ص» لمن حوله من المنافقين : إنطلقوا الى صاحبكم فقد أتاه بما أستفتح به ، قال الله عزوجل : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)(١).
أقول : قد مر هذا الحديث في تفسير الآية (٥٧) من سورة زخرف.
٧١٦ ـ الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري قال : حدثني محمد بن سهل قال : حدثني زيد بن اسماعيل مولى الأنصاري ، حدثني محمد بن أيوب الواسطي عن سفيان بن عينية عن جعفر بن محمد «عليهالسلام» عن أبيه عن
__________________
(١) روضة الكافي ص ٥٧ ـ ٥٨ ح ١٨.