هذا ، فقال : هذا محمّد «ص» فسلّموا عليه ، ولم يزل كذلك في سماء سماء ، ثم اتمّ الأذان ، ثمّ صلّى بهم رسول الله «ص» في السماء السابعة وامّهم رسول الله ، ثم مضى به جبرئيل حتى انتهى به الى موضع فوضع إصبعه على منكبه ثمّ دفعه فقال له : إمض يا محمّد ، فقال له : يا جبرئيل ، تدعني في هذا الموضع قال : فقال له : يا محمّد ليس لي أن اجوز هذا المقام ، ولقد وطئت موضعا ما وطئه احد قبلك ولا يطأه احد بعدك ، قال : ففتح الله له من العظيم ما شاء الله ، قال : فكلّمه الله : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) ، قال : نعم يا ربّ ، (وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا ، سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ،) قال الله تبارك وتعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ، لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ،) قال محمّد «ص» : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ، وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ،) قال : قال الله : يا محمّد من لأمّتك بعدك ، فقال : الله اعلم ، قال : عليّ امير المؤمنين ، قال : قال ابو عبد الله «عليهالسلام» : والله ما كانت ولايته إلّا من الله مشافهة لمحمّد «ص» (١).
__________________
(١) العياشي ج ١ ص ١٥٩ والبرهان ج ١ ص ٢٦٨.