ويؤيّد ذلك قوله «صلىاللهعليهوآله» في حديث الثقلين كما عن «معجم الطبراني» : «فلا تقدّموهما فتهلكوا ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» ، وقد علّق ابن حجر الهيثمي في صواعقه على هذا اللفظ ، قال : وفي قوله : «فلا تقدّموهما فتهلكوا ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» ، دليل على أنّ من تأهّل منهم للمراتب العليّة والوظائف الدينيّة كان مقدّما على غيره (١).
وقد قال من قبل في تواتر حديث الثقلين أو استفاضته : «ثمّ اعلم أن لحديث التّمسّك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيّا ...» وفي بعض تلك الطرق : أنّه قال ذلك لمّا قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مرّ ، وفي بعض تلك الطرق : أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة ، وفي اخرى : أنّه قال ذلك بغدير خم ، وفي اخرى : أنّه قاله بمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ... ولا تنافي ، إذ لا مانع من أنّه كررّ عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، إهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطّاهرة (٢).
وقد عقّب المرحوم الإمام شرف الدّين هذا الكلام بقوله : وحسب أئمّة العترة الطّاهرة أن يكونوا عند الله وعند رسوله بمنزلة الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وكفى بذلك حجة تأخذ بالأعناق الى التّعبد بمذهبهم ، فإنّ المسلم لا يرتضى بكتاب الله بدلا فكيف يبتغي عن عدله حولا (٣).
وعلّق الإمام شرف الدّين على قوله «صلىاللهعليهوآله» : «النجوم أمان لأهل
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ١٣٦ باب وصيّة النبيّ بهم.
(٢) الصواعق المحرقة : ٨٩ الباب ١١ ط مصر.
(٣) المراجعات : ٧٥ ط حسين الرّاضى.