الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمّتي من الإختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس» (١) ، قال الإمام : هذا غاية ما في الوسع من الزام الأمّة باتباعهم وردعها عن مخالفتهم ، وما أظن في لغات البشر كلها أدّل من هذا الحديث على ذلك.
ونقل ابن حجر الهيثمي في صواعقه في المعني المراد من أهل البيت في هذا الحديث ومثله عن بعضهمم : «يحتمل أن المراد بأهل البيت الّذين هم أمان : علماؤهم ، لأنّهم الّذين يهتدي بهم كالنجوم» (٢) قال : وقد قيل لرسول الله : ما بقاء النّاس بعدهم؟ قال : بقاء الحمار إذا كسر صلبه (٣).
وقال الإمام شرف الدين : المراد بأهل بيته هنا مجموعهم من حيث المجموع باعتبار أئمتهم ، وليس المراد جميعهم على سبل الاستغراق ، لأنّ هذه المنزلة ليست إلّا لحجج الله والقوّامين بأمره خاصّة ، بحكم العقل والنقل (٤).
هذا وقد ورد في أخبار الأئمّة الأطهار «عليهمالسلام» أنّ المراد بالعترة ، هم علي بن أبي طالب والأئمة الأحد عشر من ولده (عليهمالسلام).
فقد روى الشيخ الصدوق في كتابه اكمال الدين بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، أنّه سأل رسول الله عن معنى العترة ، فقال : عليّ والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين الى يوم القيامة (٥).
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٤٩ وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه.
(٢) الصواعق المحرقة : ٩١ الباب ١١ ط مصر.
(٣) الصواعق المحرقة : ١٤٣ باب اشارته الى ما حصل لهم من الشدة بعده.
(٤) المراجعات : ٧٦ ط حسين الراضي.
(٥) اكمال الدين : ٢٣٩ و ٢٤٦ ومثله ٢٦٨ و ٢٧٣.