١ ـ لو كان حيّا إلى الآن لعرفه الناس ولم يخف مكانه.
٢ ـ لا نبيّ بعد نبيّنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
والجواب :
١ ـ إنّ عدم معرفة الناس للخضر عليهالسلام ليس ملازما لعدم وجوده إلى الآن ، إذ عدم الوجدان ليس دليلا على عدم الوجود.
٢ ـ إن بقاءه إلى الآن حيّا داخلا في مقدور الله تعالى ولا يمتنع أيضا أن يكون بحيث لا يتعرّف إلى أحد وأنّ الناس وإن كانوا يشاهدونه لا يعرفونه.
أما قول الجبائيّ «لا نبي بعدي» فمسلم به ولكن نبوّة الخضر عليهالسلام كانت ثابتة قبل نبوّة نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأما شرعه لو كان له شرع خاص فإنّه منسوخ بشريعة نبينا محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم.
يبقى سؤال يجول في فكر كلّ باحث : ما الحكمة من بقاء الخضر عليهالسلام إلى الآن حيا؟
لعلّ السرّ والحكمة «والله أعلم» في بقائه وعيسى بن مريم عليهما أفضل التحية والسلام حيّين إلى الآن هو رفع توهّم استبعاد بقاء مولانا الحجة بن الحسن (عج) الشريف وإلّا فالفصل بينهما وبين الإمام الحجّة (عج) الشريف بمعنى تجويز بقائهما عليهماالسلام حيّين إلى الآن ، دون الإمام الحجّة (عج) ، فصل من غير دليل قاطع بل هو أثر من آثار العصبيّة البغيضة المنهى عنها عقلا وشرعا ، وقد ورد ما يعلّل بقاءه في حديث عن مولانا الإمام الصادق عليهالسلام قال : «إنّ الله تبارك وتعالى لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم عليهالسلام ما يقدّر من عمر الخضر ، وما قدّر في أيام غيبته ما قدّر ، وعلم ما يكون إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول ، طوّل عمر العبد الصالح من غير سبب يوجب ذلك إلّا لعلّة الاستدلال به على عمر القائم وليقطع بذلك حجّة المعاندين لئلّا يكون للنّاس على الله الحجّة» (١).
٥ ـ النبي الياس عليهالسلام حيث يعتقد السنّة ووافقهم الشيعة إلّا بعضهم ، وقالوا انّه ما زال حيّا وقد ذكره القرآن في موضعين : كما في قوله تعالى (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (الأنعام / ٨٦) وقوله أيضا : (وَإِنَّ إِلْياسَ
__________________
(١) إكمال الدين : ص ٣٥٧ والبحار : ج ٥١ ص ٢٢٢.