حزقيال حيث ورد فيه «كانت عليّ يد الربّ فأخرجني بروح الربّ وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاما ، وأمرّني عليها من حلوها وإذا هي كثيرة جدّا على وجه البقعة وإذا هي يابسة جدّا فقال لي : يا ابن آدم أتحيا هذه العظام؟ فقلت : يا سيد الرّب أنت تعلم ، فقال لي : تنبّأ على هذه العظام وقل لها : أيتها العظام اليابسة اسمعي كلمة الربّ هكذا قال السيد الربّ لهذه العظام هانذا ادخل فيكم روحا فتحيون وأضع عليكم عصبا وأكسيكم لحما وأبسط عليكم جلدا وأجعل فيكم روحا فتحيون إنّي أنا الربّ فتنبأت كما أمرت وبين ما أتنبأ كان صوت وإذا رعش فتقاربت العظام كلّ عظم إلى عظمه ونظرت وإذا بالعصب واللحم كساها وبسط الجلد عليها من فوق وليس فيها روح فقال لي : تنبأ للروح تنبأ يا ابن آدم وقل للروح هكذا قال السيد الربّ هلمّ يا روح من الرياح الأربع وهبّ على هؤلاء القتلى ليحيوا ، فتنبأت كما أمرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدا جدا».
وكيف كان فإنّ كثيرا مما ذكره المفسرون لم يقم عليه دليل معتبر وقال ابن عطية : «إنّ هذه القصص كلّها لين الأسانيد» وإنّ الآية الشريفة لم يذكر فيها الا أصل الواقعة كما عرفت.
وأكبر الظن أنّ منشأ القول في هذه الواقعة بأنّ النبيّ هو الذي دعا الله تعالى في بعثهم وإحيائهم ما تقدم في سفر حزقيال وأنّه صاحب رؤيا قيام العظام اليابسة وكان متأخرا عن عصر موسى بكثير.