سورة البقرة
الآية ٢٤٥
(وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٤٤) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٤٥))
بعد ما بيّن سبحانه أنّ الإنسان لا يمكنه الفرار من القضاء الإلهي وأنّه تعالى هو الحافظ له في الأخطار والمصائب فكان ذلك توطئة لهاتين الآيتين وهو فرض القتال ، والقرض الحسن ، فإنّه مع العلم بأنّ الإنسان لا ينفعه الخوف ولا الاغترار بنفسه ، وأنّ الأمر كلّه بيد الله تعالى ولا بد من متابعته في كلّ ما ينزله ليحوز السعادة والنجاح فأمر الناس بالجهاد والتضحية في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق وحرضهم على الإنفاق بأسلوب رفيع خلّاب لأنّ الدفاع عن الحق يلازم الاستعداد له وتجهيز العدة والقوة من بذل المال ويبيّن سبحانه أنّه سميع لما يصدر من الإنسان في الاعتذار عن العمل والتثبيط عن الجهاد عليم بالنيات وأنّه القابض لما ينفقه المؤمنون وإليه مرجع الجميع.