وهو التحفظ عن اختلاط المياه وفساد الأنساب.
والتاء في (بُعُولَتُهُنَ) زائدة مؤكدة لتأنيث الجماعة وهو شاذ لا يقاس عليه ويعتبر فيه السماع.
وقوله تعالى : (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) منصوب على أنّه مفعول به على تقدير مضيّ ثلاثة قروء ، وعلى أنّه مفعول فيه على تقدير مدة ثلاثة قروء.
وإنّما ذكر العدد مؤنثا «ثلاثة» باعتبار لفظ القرء المذكور سواء أريد به الطهر أو الحيض.
والقرء من الأضداد ويصح أن نقول : إنّه إذا كانت حقيقة واحدة ذات حالات مختلفة يصح وضع ألفاظ متعدّدة باعتبار تلك الحالات ، فدم الحيض حقيقة نوعية واحدة من حالاتها الاستعداد في عروق الرحم والجريان منه ، فتسمّى حيضا باعتبار الجمع والجريان أو هما معا ، ومن حالاتها تبادلها مع الطهر والانتهاء إليه أو البدء منه فتسمّى قرءا ، وباعتبار الافتضاض فتسمى طمثا قال تعالى : (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) [الرحمن ـ ٥٦] ، وبانبساط الرحم تسمى ضحكا كما في قوله تعالى : ـ إن أريد به الحيض ـ (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ) [هود ـ ٧١]. أي : حاضت. وأما إذا أريد منه التعجب بقرينة قوله تعالى : (أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) [هود ـ ٧٣] ، فلا ربط له بالمقام. ومثل ذلك كثير في القرآن الكريم ولغة العرب.
ولنا أن نجعل المقام من متحد المعنى وتلك الحالات من دواعي الاستعمال لا من خصوصيات الموضوع له أو المستعمل فيه وهذا هو المتيقّن والأخيران مشكوكان وإثباتهما يحتاج إلى دليل وهو مفقود.
وفي قوله تعالى : (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ) نوع من الاستخدام الذي هو من المحسنات الكلامية وهو عبارة عن أن تكون الكلمة لها معنيان فيذكر أحدهما ثم يراد بالضمير الراجع إليها معناه الآخر.