استحقاق العقاب عقلا.
الخامس : يمكن أن يكون عدم ذكر النبيّ الذي طلبوا منه أن يبعث لهم ملكا لأجل أنّه من الأنبياء الذين كانت مهمتهم شرح التوراة وبيانها لبني إسرائيل ، كما أنّ علماء أمة سيد الأنبياء (صلىاللهعليهوآله) شأنهم بيان ما يستفيدون من القرآن الكريم والسنة الشريفة للأمة.
السادس : يستفاد من قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) أنّ الملك الذي به تستقيم الأمور وتنظّم به البلاد ويسود العدل والوئام ويقطع به دابر الأعداء وذوي الآثام إنّما يكون بنصب من الله تعالى وفي غيره يكون ملكا ظاهريا لا يتحقق منه الكمال المطلوب ، ويشترط فيه العلم والحكمة والشجاعة أحدهما مفيد في تنظيم النظام والتدبير بين الأنام والآخر في بسط العدل والأمان وإذلال الأعداء والكفار.
السابع : يدل قوله تعالى : (تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) على أهمية التابوت وعظمته لأنّه لا يليق لكلّ أحد أن يلمسه إلا من كان طاهرا من الأقذار المعنوية والظاهرية ، كما أنّ قوله تعالى : (فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) يدل على أنّ سبب نصرتهم على أعدائهم هو التابوت الذي حلّت فيه السكينة التي أوجبت شد قلوبهم وتمسكهم بمبادئهم.
الثامن : يستفاد من قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي) أنّ الامتحان لا بد منه في تمييز المستقيم عن غيره فإنّ مقام القتال والجهاد شديد وتختلف درجاته حسب اختلاف استعداد الأفراد والآية المباركة تدل على ذلك أيضا.
التاسع : يدل قوله تعالى : (قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ) على أنّ ظنّ ملاقاة الله تعالى يوجب سكون النفس واطمينانها وتحقير ما يصيب الإنسان في جنب الله تعالى وأنّ الملاقاة هي الغاية القصوى والهدف الأسمى فلا يبالي بما يبتلى به لأجل تحصيل تلك الغاية فلا يهتم لكثرة الأعداء وشدتهم وقوتهم أية أهميّة كما حكى تعالى عنهم