ـ وهو الأمر المعنوي من عالم الغيب ـ وإن كانت العبارات مختلفة. والمراد من الروح هي روح مخلوقة من الله تعالى.
في الكافي عن أبي جعفر الباقر (عليهالسلام) في قوله تعالى : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) قال (عليهالسلام) : «تحمله في صورة البقرة».
أقول : يمكن أن تكون صورة البقرة منقوشة على التابوت ومزخرفة عليه بفعل الناس ترمز إلى شيء عندهم والإمام (عليهالسلام) ينقل ذلك الموجود الخارجي وإلا فليس ذلك من قبل الله تعالى ، وعلى أي تقدير فلا ربط لصورة البقرة بما في التابوت.
في تفسير العياشي عن محمد الحلبي عن الصادق (عليهالسلام) قال : «كان داود وأخوة له أربعة ومعهم أبوهم شيخ كبير وتخلف داود في غنم لأبيه ففصل طالوت بالجنود فدعا أبوه داود وهو أصغرهم ، فقال : يا بني اذهب إلى إخوتك بهذا الذي قد صنعاه لهم يتقوّون به على عدوّهم وكان رجلا قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب ، فخرج وقد تقارب القوم بعضهم من بعض. فذكر عن أبي بصير قال سمعته يقول : فمر داود على حجر فقال الحجر : يا داود خذني فاقتل بي جالوت فإنّي إنّما خلقت لقتله فأخذه فوضعه في مخلاته التي تكون فيها حجارته التي كان يرمي بها عن غنمه بمقذافه فلما دخل العسكر سمعهم يتعظمون أمر جالوت ، فقال لهم داود : ما تعظمون من أمره فو الله لئن عاينته لأقتلنّه فتحدثوا بخبره حتّى ادخل على طالوت.
فقال : يا فتى وما عندك من القوة وما جربت من نفسك؟ قال : كان الأسد يعدو على الشاة من غنمي فأدركه فآخذه برأسه فأفك لحييه فآخذها من فيه. قال : ادع لي بدرع سابغة. قال : فأتي بدرع فقذفها في عنقه فتملأ حتّى راع طالوت ومن حضره من بني إسرائيل ، فقال طالوت : والله لعسى الله أن يقتله به. قال : فلما أن أصبحوا ورجعوا إلى طالوت والتقى الناس. قال داود : أروني جالوت فلما رآه أخذ الحجر فجعله في مقذافه فرماه فصك به عينيه فدمغه ونكس عن دابته. وقال الناس : قتل داود جالوت ، وملكه الناس حتّى