وبيّن عزوجل أنّ الإنفاق يجب أن يكون من طيّب المال لا من خبيثه. كما أمرنا بالابتعاد عن البخل فإنّه من وساوس الشيطان.
وذكر أنّ مورد الإنفاق هو الفقراء المحصرون في سبيل الله تعالى وأنّ لهذا الإنفاق أجرا عظيما عنده تبارك وتعالى.
كما ذكر أنّ كلّ إنفاق ونذر إنّما يكون في علم الله تعالى فلا يضره الستر والإخفاء وإنكار المنفق عليه وفي ذلك تسلية للمنفقين مما يصيبهم في هذا الأمر من مثبطات توهن عزائمهم.
وبيّن أنّ زمان الإنفاق لا فرق فيه بين أن يكون في الليل والنهار سرّا أو علانية ، وأرشدنا إلى أنّ الإنفاق في السرّ هو الخير للإنسان.
فالآيات الشريفة بمجموعها ترشد إلى أهم موضوع اجتماعي فيه الخير للفرد والمجتمع ويكون فيه التزكية للنفوس واعتبر عزوجل أنّ ذلك من الحكمة التي هي الكمال الذي يهبه الله تعالى لمن يشاء من خلقه.
وما ورد في الآية الشريفة هو الحد الفاصل بين ما يقال في هذا الأمر الاجتماعي المهم وبين غيره ، وظاهر الآيات المباركة أنّها نزلت دفعة واحدة فإنّ الغرض منها بيان ما يرتبط بالإنفاق كما عرفت.
وعقب الآيات السابقة التي كانت في إحياء الموتى بهذه الآيات للدلالة على أنّ للإحياء نحوا آخر يتضمن الحياة الاجتماعية والفردية وحياة النوع.