قوله تعالى : (كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ).
أي : إنّ المتصدق الذي يتبع صدقته بالمنّ والأذى كالمرائي الذي تكون أعماله باطلة.
والرثاء والرياء والمراءاة بمعنى واحد وهو العمل لأجل إراءة الغير مباهيا به فيكون عمل المرائي وعمل ذي المنّ والأذى مشتركين في عدم القبول وعدم الصحة ، وإنّما الفرق بينهما أنّ عمل المانّ والمؤذي يقع صحيحا ثم يعرض عليه البطلان بخلاف عمل المرائي فإنّه باطل من حينه.
قوله تعالى : (وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).
أي : إنّ المرائي إنّما يعمل لأجل أن يراه الناس ولا يعمل ابتغاء مرضاة الله ورجاء ثوابه والخشية من عقابه.
ويستفاد من هذه الآية المباركة : أنّ الرياء في العمل يستلزم عدم الإيمان بالذي يدعو إلى العمل لليوم الآخر الذي يتجلّى فيه جزاء الأعمال ، ومن حيث عدم كون المرائي مؤمنا لم يعلّق النهي في الآية على الرياء كما علّق النهي على المنّ والأذى باعتبار كون الخطاب للمؤمنين والمرائي غير مؤمن وفي الحديث عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «اتقوا الله في الرياء فإنّه الشرك بالله ، إنّ المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء : يا كافر ، يا فاجر ، يا غادر ، يا خاسر حبط عملك وبطل أجرك فلا خلاص لك اليوم ، فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له».
قوله تعالى : (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً).
المثل مضروب للمرائي الذي ينفق ماله رئاء الناس. والصفوان (والصّفا) : الحجر الأملس وجمعه صفيّ وقيل : إنّه جمع واحده صفوانة كسعدان وسعدانة ، ومرجان ومرجانة.
والوابل : المطر الشديد ، والصّلد : الحجر الذي لا ينبت فيه شيء لصلابته.