أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ). قال : لو أنّ أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطى لم يأخذه الا عن إغماض وحياء قال : فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده».
أقول : القنوة : العذق بما فيه الرطب ، والشيص التمر الضعيف الذي لم يشتد نواه أو لم يكن له نواة أصلا ، والحشف الفاسد من التمر قال الشاعر :
كأنّ قلوب الطّير رطبا ويابسا |
|
لدى وكره العنّاب والحشف البالي |
وفي تفسير العياشي عن أبي بصير قال : «سألت أبا عبد الله (عليهالسلام) عن قوله تعالى : (وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) قال : كان رسول الله (صلىاللهعليهوآله) إذا أمر بالنخل أن يزكّى يجيء قوم بألوان من التمر هو من أردإ التمر يؤدونه عن زكواتهم تمر يقال له : الجعرور والمعافارة قليلة اللحاء عظيمة النّوا. فكان بعضهم يجيء بها عن التمر الجيد ، فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لا تخرصوا هاتين ولا تجيئوا بشيء ، وفي ذلك أنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) والإغماض : أن يأخذ هاتين التمرتين من التمر. وقال : لا يصل إلى الله صدقة من كسب حرام».
أقول : لأنّ الحرمة أخبث من كلّ شيء عند الله تعالى كما تدل الآيات المباركة والروايات بل قد يوجب الضمان لصاحبه فهو وزر في وزر.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) قال (عليهالسلام) : «إنّ الشيطان يقول لا تنفقوا فإنّكم تفتقرون والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ، أي : يغفر لكم إن أنفقتم لله وفضلا. قال : يخلف عليكم».
أقول : ما ورد في الرواية إنّما هو من باب الغالب والا فقد يكون عدم الإنفاق لأجل جهات خارجية أخرى يرغبها الشيطان.
وفي معاني الأخبار عن أبي عبد الرحمن عن أبي عبد الله (عليهالسلام)