الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) على أنّ للمعاصي آثارا لا يعلمها الا الله تعالى أو من يعلّمه وما ورد في الآية الشريفة أثر من تلك الآثار وهي لا تختص بجهة خاصة من الإنسان فتشمل الروح والجسد وسائر أموره وهذا ما تبينه آيات اخرى أيضا والعلم بها لا يحصل الا بالوحي فلا يمكن تحصيلها بالتجربة.
الخامس : يدل قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا) على ظهور التخبط على الأقوال بعد ثبوته في الأفكار لشدة انغمارهم في المعصية وإصرارهم على ارتكاب الكبيرة فإنّ للتخبط درجات متفاوتة حسب مراتب المعصية والمداومة عليها.
السادس : يدل قوله تعالى : (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) على ارتباط الأحكام بالمصالح والمفاسد وهي معلولة لها ولا فرق بين كونها مصالح ومفاسد عامة أو خاصة فلا يتحقق تشريع حكم جزافا من دون مصلحة أو مفسدة وقد ذكر علماء الفقه والأخلاق وغيرهما علل الأحكام ومصالحها ومفاسدها في مواضع متعددة بل قد ألّفوا فيها كتبا خاصة ولكن علمها منحصر بالله تعالى وما ألهمه إلى أوليائه وقد ورد عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) والأئمة الهداة (عليهمالسلام) بعض منها.
السابع : استدل المعتزلة على خلود مرتكب الكبيرة في النار بقوله تعالى : (وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) ولكن عرفت أنّ الآية الشريفة وإن كانت مطلقة في خلود مرتكب الكبيرة إلا أنّ سياقها يدل على أنّ الخلود في النار كان بسبب ارتكاب الكبيرة والإصرار عليها ، والاستهزاء بالأحكام الإلهية وهو يدل على كفره بما أنزله الله تعالى ومثله يخلد في النار إن لم يتب.
الثامن : يدل قوله تعالى : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) على أنّ المحق من لوازم الرّبا كما أنّ الإرباء من لوازم الصدقة لا ينفكان عنهما ، والمحق لا يختص بخصوص زوال المال بل يشمل حدوث النقمة وزوال البركة وإيجاد آفات وبلايا تعجز دونها النفوس وتذهب المال هدرا فتكون