الوداع مع رسول الله (صلىاللهعليهوآله) فقال : «ألا إنّ كلّ ربا في الجاهلية موضوع ، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون».
وفي الكافي عن الصادق (عليهالسلام) قال : «صعد رسول الله (صلىاللهعليهوآله) المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على أنبيائه ثم قال : أيّها الناس ليبلّغ الشاهد منكم الغائب ، ألا ومن أنظر معسرا كان له على الله في كلّ يوم صدقة بمثل ماله حتّى يستوفيه ، ثم قال أبو عبد الله (عليهالسلام) : «وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدّقوا خير لكم إن كنتم تعلمون» إنّه معسر فتصدّقوا عليه بما لكم فهو خير لكم».
أقول : لا بأس بأن يكون الإنظار صدقة وإن كان واجبا ، كما أنّ دفع المال يكون صدقة وإن كان واجبا كالزكاة.
وفي تفسير العياشي عن الرضا (عليهالسلام) في قوله تعالى : (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) أخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها الله عزوجل لها حد يعرف إذا صار هذا المعسر لا بد من أن ينظر ، وقد أخذ مال هذا الرجل وأنفق على عياله ، وليس له غلة ينتظر إدراكها ولا دين ينتظر محلّه ولا مال غائب ينتظر قدومه؟ قال (عليهالسلام) : ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الإمام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة الله ، فإن كان أنفقه في معصية الله فلا شيء له على الإمام. قلت : فما لهذا الرجل الذي ائتمنه وهو لا يعلم فيم أنفقه في طاعة الله أو في معصيته؟ قال (عليهالسلام) : يسعى له في ماله فيرده وهو صاغر».
أقول : يحمل قوله (عليهالسلام) «وهو لا يعلم فيم أنفقه» على ما قبل ظهور بذل المال في الحرام فحينئذ يجب عليه السعي بعد الظهور وهو صاغر ، فالأقسام أربعة :
الأول : العلم بصرف المال في الطاعة ، فعلى الإمام أن يؤدي دينه.
الثاني : الشك ـ في الصرف في الحرام ـ مستمرا ويحمل فعل المديون على الصحة فعلى الإمام أيضا أن يؤدي دينه.