بما لا يمكن تحديده بقلم ولا بيان.
والمراد بما أنزل إليه : جميع ما أوحي إليه من المعارف والأحكام والسنن ، وجوامع كلماته المباركة.
قوله تعالى : (كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ).
حكاية عن حال كلّ من الرسول والمؤمنين على وجه الانفراد لأنّ الإيمان مطلوب من كلّ فرد فرد فهو قائم بالفرد حقيقة بخلاف غيره فإنّه يشمل الجميع أيضا ولذا حكى عنهم على سبيل الجمع كما في قوله تعالى : (فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ).
وتفصيل بعد إجمال اهتماما بالإيمان وتعظيما لشأنه فإنّ الإيمان بالقرآن الذي أنزل على الرسول يدعوان إلى التصديق بالله تعالى وبالكتب والرسل والملائكة والقرآن حاو على جميع ذلك إجمالا وتفصيلا. ولا بد من الإيمان به على ما يليق وبالكيفية التي قرّرها.
والتصديق بالملائكة باعتبارهم سفراء الله تعالى إلى الأنبياء والرسل وحملة الوحي وأنّهم عباد مكرمون لا يعصون الله في ما أمرهم به ويفعلون ما يؤمرون.
والإيمان بالكتب الإلهية التي أنزلها الله تعالى لهداية البشر وسعادتهم وما تضمنته من المعارف والأحكام.
والترتيب طبيعي في سلسلة النزول ولكن في سلسلة الصعود يكون الإيمان بالأنبياء والرسل أولا ثم بالكتب ثم بالملائكة. وأما الإيمان بالله تعالى فهو محيط بجميع ذلك صعودا ونزولا.
قوله تعالى : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ).
حكاية عن مقولهم من دون ذكر القول كما في قوله تعالى : (قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا) لأنّ الإيمان استولى على قلوبهم وملئت بحبّ الله تعالى