سورة البقرة
الآية ٢٣٩
(حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (٢٣٩))
بعد أن ذكر سبحانه وتعالى جملة من الأحكام المتعلقة بشؤون الحياة الزوجية وبيّن ما يكون سببا في سعادة هذه الحياة ونبّه الإنسان إلى ابتغاء الإحسان في جميع شؤونه ، وعدم تناسي الناس الفضل بينهم.
بيّن في هاتين الآيتين المباركتين ما هو من أعظم الشؤون العبودية التي لها دخل في تكميل الحقيقة الإنسانية وهي الصلاة التي دعا إليها جميع الأنبياء وبها يتشرف المصلّي بالتكلّم مع الحيّ القيوم وهي إسراء النفوس إلى الملكوت الأعلى ومعراج أرواح المتعبّدين إلى قاب قوسين أو أدنى ، وهي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وتبعث النفوس الغافلة إلى التذكر بجلال الله عزوجل وجماله ، وتذكير الإنسان إلى مكانته الحقيقية ، وتجعله مراقبا لنفسه لتطهيرها من رذائل الأخلاق وتحليتها بفواضلها ، وتمكنها على تحمل المصاعب والآلام في طريق الاستكمال.
وفي تعقيب تلك الأحكام بالأمر بالصلاة التي هي أكبر العبادات إشارة إلى أنّ الايتمار بأوامر الله سبحانه وتعالى والانتهاء عن نواهيه إنّما يكون في