عليه وآله) : الصلاة الوسطى صلاة العصر» ، وروى مسلم وأبو داود عن عليّ (عليهالسلام) مرفوعا : «شغلونا عن الصّلاة الوسطى صلاة العصر» يعني يوم الأحزاب ، وفي رواية الشيخين أنّ النبيّ (صلىاللهعليهوآله) قال يوم الأحزاب : «ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما حبسونا وشغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس».
وقيل : إنّها المغرب لأنّها متوسطة في عدد الركعات ، ولا تقصر في السفر ، وأنّها وسط بين صلاتي جهر وصلاتي إخفات.
وقيل : إنّها العشاء الآخرة لأنّها بين صلاتين لا تقصران ، ولأنّها يستحب تأخيرها ، وذلك شاق فوقع التأكيد في المحافظة عليها ، هذا بحسب الأقوال :
وأما بحسب الأخبار فسيأتي في البحث الرّوائي ما يتعلّق بها ، ولكن نفس الآية الشريفة لا تدل على شيء مما ذكر وهي مجملة لا يظهر المراد منها فلا بد من ترجيح أحد الاحتمالات من الرجوع إلى السنة الشريفة والقرائن القطعية.
ومذهب أهل البيت عليهمالسلام : أنّها صلاة الظهر كما يأتي في البحث الروائي بل يمكن أن يستشهد له بقوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) [هود ـ ١١٥] ، حيث إنّه تعالى لم يذكر صلاة الوسطى بين الطرفين وخصوصا بعد الأمر في قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) [الإسراء ـ ٧٨] المتفق بين المسلمين على أنّها صلاة الظهر المعبّر عنها في لسان عليّ (عليهالسلام) بصلاة الأوّابين.
مع أنّ وقت الظهر عظيم جدّا ففي صحيح محمد بن مسلم عن الصادق (عليهالسلام) : «سألته عن ركود الشمس فقال : يا محمد ما أصغر جئتك وأعضل مسألتك وإنّك لأهل للجواب ، إنّ الشمس إذا طلعت جذبها سبعون ألف ملك بعد أن أخذ بكلّ شعاع منها خمسة آلاف من الملائكة بين جاذب ودافع حتّى إذا بلغت الجوّ وجازت الكوّ قلبها ملك النور ظهرا لبطن فصار ما