الأخرى في سبيل هدايتها وضمّها الى الأمّة الاسلامية؟
ولاشك ان هناك أسباباً وعللاً أفضت الى هذا التشرذم في صفوف الأمّة ، وحدوث الصراعات والشقاقات الحادة فيما بين ابنائها ، والعجز عن نشر الاسلام في أقصى الارض ، تنفيذاً لأهداف الدعوة الاسلامية التي جاءت للناس كافة.
وقبل الخوض في هذا البحث العقائدي الهام ، لابد من التوقف عند محطتين جوهريتين لا يمكن إستيعاب الموضوع بكل جوانبه ، والوصول إلى نتائج حاسمة دون الإحاطة بهما ، لأنهما تعتبران بمثابة الفيصل في نقد مواقف وسِيَر الشخصيات التي عاصرت البعثة المحمدية وما بعدها ، عن عهد النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله إلى العهود المتأخرة ، كما انهما ضروريتان جداً لمعرفة المهام المُوكلة من الله تعالى للرسول صلىاللهعليهوآله والولاية الممنوحة له ، وما هي الواجبات المُلقاة على عاتق المسلمين ازا الرسول صلىاللهعليهوآله وأوامره؟ وهل هي ولاية محدودة بحدود تبليغ القرآن والشرع المقدس ولا تتعدّاها الى كل تفاصيل الحياة .. أم انها ولاية عامة ومطلقة وشاملة للدين والدنيا وتستغرق كل شؤون المسلمين وتفاصيل حياتهم؟.
هاتان الخطوتان والمحطتان ضروريتان جداً ، وتمهّدان السبل لفرز النتائج المترتبة على سيرة ومواقف الرجال الذين عاصروا بدايات نزول الرسالة الاسلامية ، والمجريات التي حدثت منذ ذلك المنعطف التأريخي الخطير وحتى هذا اليوم.
ومهما يكن من شيء ، فإن هاتين المحطتين أو الوقفتين ، ليستا ضروريتين فحسب ، بل هما واجبتان كمقدّمتين مُمهّدتين لبناء الأحكام على الأشخاص ، وتشخيص درجاتهم الايمانية ، ومدى طاعتهم لله ورسوله أو معصيتهما بالفعل.
المحطة الأولى : معنى أولوية الرسول في حياة المؤمنين : الآية القرآنية ٦ من سورة الاحزاب ، تنص على أن النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ. فيا ترى ماذا يقصد