الخليفة الثالث والحقيقة ال مرّة
هل صحيح أن الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان ، كان خليفة عادلاً ، ليّناً ، مُحبّاً لأقاربه ، واصلاً لهم ، مطبّقاً لسُنّة الله ورسوله ، فأثار هذا النهج الرحيم ، حقد الغوغاء الجاحدين من الرعية في العراق ومصر ، فأقدموا على حصار الخليفة في المدينة وقتله غيلة ، فإستشرت الفتنة وأدّت الى نشوب الحروب بين المسلمين.
وهل كان الخليفة عثمان ، مواضباً على الهدي النبوي ، لا يحيد عنه أبداً ، وكان يُدعى ذا النورين الذي تستحي منه الملائكة ، وعاش محبّاً لذوي رحمه ، مقرّباً إياهم ، مُنعماً عليهم مما أثار استياء الناقمين الذين لم يرُق لهم هذا التصرّف النابع من أخلاقية أسرية رفيعة ، فثاروا عليه ، وتقاطروا وهو يقرأ القرآن ، فقُتل وسُمّي الخليفة المظلوم.
هذا مختصر الإنطباع السطحي عن سيرة الخليفة عثمان بن عفان ، قبل التعمّق بالبحث والتوغل في الاسباب التي أدّت الى مقتله ، وهو الصحابي الكبير والخليفة الراشد المعروف بالعطف والرعاية لذوي الارحام. ومن حقنا التساؤل ونحن نقلّب صفحات التأريخ : هل قُتل الرجل نتيجة مؤامرة دُبّرت بليل أم هناك تداعيات وإرهاصات أفضت الى مقتله؟
ولم يَطُلْ البحث بنا حتى عثرنا على الاسباب والعوامل التي مهّدت للثورة على الخليفة الثالث ، وانتهت بالإجهاز عليه ، وهو مُحاصر في بيت الخلافة في عاصمة الرسول صلىاللهعليهوآله.