وقال عبد الله بن مسعود : إن هذه القلوب أوعية فإشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره (١).
ويُنقل عن (أبو سعيد الخدري) قوله : إستأذنا النبي صلىاللهعليهوآله في الكتابة فلم يأذنه لنا ، أتريدون أن تجعلوها مصاحف؟ إن نبيكم يحدّثنا فنحفظ (٢).
ويعلّل بعضهم عدم تدوين آثار النبي صلىاللهعليهوآله في عصر الصحابة وكبار التابعين في الجوامع لأمرين : أحدهما : إنّهم كانوا في إبتداء الحال قد نهوا عن ذلك ، وثانياً : لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم (٣).
النبي ينهى عن كتابة الحديث
والنبي الكريم صلىاللهعليهوآله لدى الجمهور ، طالما أمر المسلمين أن لا يكتبوا عنه شيئاً سوى القرآن ، وإن من كتب شيئاً غير القرآن فليمحه (٤). وعندما استأذن أبو سعيد الخدري الرسول صلىاللهعليهوآله ليكتب الحديث ، أبى أن يأذن له ، قائلاً للمسلمين : أكتاباً غير كتاب الله تريدون؟ ما أضلّ الأمم من قبلكم إلا ما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله (٥).
فإضطر أبو هريرة وغيره من الصحابة الى جمع ما كتبوه في صعيد واحد ، ثم أحرقوه في النار (٦).
__________________
(١) جامع بيان العلم وفضله ١ : ٦٦ ؛ الدر المنثور ـ السيوطي ٤ : ١٢٨.
(٢) جامع بيان العلم وفضله ١ : ٦٤ ؛ تأريخ مدينة دمشق ٢٠ : ٣٩٢ ؛ كنز العمال ١٠ : ٢٩٦.
(٣) مقدمة فتح الباري ـ ابن حجر : ٤.
(٤) سنن الدارمي ١ : ١١٩ ؛ السنن الكبرى ٥ : ١١ ؛ مسند احمد ٣ : ٢١.
(٥) تقييد العلم ـ الخطيب البغدادي : ٣٣.
(٦) انظر : المصدر السابق : ٣٤.