إذا تجاوزه المرء يكون من المُغرقين ، بمعنى أن كل من لجأ إليهم واتبعهم وأطاعهم واستوحى الأحكام الشرعية منهم لكونهم امتداداً لرسول الله ولنهجه القديم ، فسيكون من الناجين معهم ، وبغير ذلك فسيؤول أمره إلى الخسران المبين ، وبالطبع فإن علياً عميدهم وأبرزهم بعد الرسول ومن بعده الثلاثة الآخرون.
على وشك الرحيل
ولمّا مرض رسول الله مرضه الأخير ، وأحسّ بدنو أجله ، أمر بإحضار دواة وكتف ، لكتابة وصيته الأخيرة للمسلمين. ومن حق أي إنسان إذا أحسّ بدنو الأجل ، أن يوصي أسرته وأبناءه ، ويطلب منهم قلماً وورقة ليملي عليهم بآخر وصاياه واقتراحاته. وكذلك الحكام ورؤساء الدول وذوو المسؤوليات الكبرى ، حتى يضعوا الناس أمام حقائق الفترة المقبلة في حال غيابهم عن الساحة.
ولم يكن الرسول صلىاللهعليهوآله بدْعاً من الآخرين ، فهو على وشك الرحيل ، ومَن هو صلىاللهعليهوآله ، انه خاتم الأنبياء وآخر الرُسُل ، وحاكم الأمّة الاسلامية جمعاء ، ولابد له من قول كلمته الأخيرة مثبّتة على الورق ، لكي يُلقي الحُجّة على أمّته إلى يوم القيامة.
ولا يحق لأي أحد أن يمنعه مهما بلغ شأنه ومنزلته ، وحتى ان كان من أكابر الصحابة ، لأن عمل الرسول وقوله ، تنفيذ لأوامر الله تعالى ، فهو لا ينطق من منطلق الهوى أو الرأي ، وإنما يتحرّك بأمر الوحي ، وانها لجرأة كبيرة أن يَحول أحد دون تنفيذ قراره تحت أية حجة أو ذريعة ، لأنه ليس هو أعلم ولا أفهم من رسول الله المُسدد من السماء ، والذي هو أعلم البشرية على الاطلاق ، وهو مدينة العلم.
وهكذا عندما أمر صلىاللهعليهوآله بإحضار الدواة والكتف لكي يكتب كتاباً لن تضلّ الأمّة